وقفة مع آية

سلسلة آية استوقفتني المجموعة الثانية

♡آية استوقفتني (١١)♡

﴿وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾

[البقرة: 57]

أما آن الأوان لتتوقف عن ظلمك لنفسك، بتعريضها لغضب الله، بارتكابك للمخالفات؟

أما آن الأوان لتتحرر من أوهامك التي تجعلك تعتبر القدر شماعة تعلق عليها تقصيرك، فتتوهم أنك إنما قصرت لأن الظروف من حولك ظلمتك؟

أما آن الأوان لتنادي تائبا: ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف : 23]؛ فتأتيك البشرى كما جاءت لآدم صلى الله عليه وسلم: ﴿ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ﴾

[طه : 122]

أما آن الأوان لتصرخ متضرعا: ﴿رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي﴾، فتأتيك البشرى كما جاءت لموسى صلى الله عليه وسلم: ﴿فَغَفَرَ لَهُ﴾ [القصص : 16]

************************************

♡آية استوقفتني (١٢)♡

﴿أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ﴾

[البقرة : 61]

أما آن الأوان لنتطهر من تقديم الذي هو أدنى على الذي هو خير في أبواب الأقوال والأعمال والأحوال والخلال؟!

حتى متى نعتني بكلام غير الله أكثر من عنايتنا بكلام الله؟!

حتى متى نخشع أمام المشهد أو المبارة ونهمل الخشوع في الصلاة؟!

حتى متى نتعلق بالبشر، ونترك التعلق برب البشر؟!

فاللهم اكفنا بحلالك عن حرامك،

وأغننا بفضلك عمن سواك.

************************************

♡آية استوقفتني (١٣)♡

﴿خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾

[البقرة : 63]

أعلمت لماذا لا تقوى على استكمال التقوى؟

هل أخذت القرآن بقوة علمًا وعملًا؟

هل ذكرت ما فيه، وتدبرت معانيه، أم أن كل انشغالك بألفاظه ومبانيه؟

************************************

♡آية استوقفتني (١٤)♡

﴿فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ﴾

[البقرة : 64]

هذا هو على الحقيقة سبب فلاح المفلحين، وسبب خسارة الخاسرين.

لكننا ننسى فضل الله ورحمته، ونتوهم أن النجاة من الخسران كان سببها الأوحد ذكاء الواحد منا وقوته.

************************************

♡آية استوقفتني (١٥)♡

﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ﴾

[البقرة : 65-66]

قد كانت عاقبة المعتدين، أن جعلهم الله قردة خاسئين، وأخبرنا سبحانه أن في ذلك موعظة للمتقين.

فهل اتعظتم يا معاشر المتقين؟

وهل اعتبرتم بمآل أولئك المعتدين؟

وهل لازلتم مصرين على التحايل على أحكام الدين؟

وإلى متى نهمل نصح المتحايلين؟

************************************

♡آية استوقفتني (١٦)♡

﴿وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ﴾

[البقرة : 66]

هل عرفت لماذا لا تعمل مواعظ القرآن عملها في قلبك؟

القلب الذي لا يحرص أن يجعل بينه وبين ما يغضب الله وقاية، لن يكون انتفاعه  بالمواعظ كما ينبغي.

كل ما عليك أن تقرأ أو تسمع بنية الاتباع لتحصيل التقوى، وسيفتح الله على قلبك البركات والرحمات وتنقشع البلوى.

قال تعالى: ﴿وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأنعام : 155]

وقال سبحانه: ﴿أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف : 63]

************************************

♡آية استوقفتني (١٧)♡

﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا﴾ [البقرة : 114]

أخشى أن يكون من أهمل عمرانها (بصلاة الجماعة وبإقامة ذكر الله فيها) قد سعى في خرابها.

لا أعتقد أن التخريب فقط هو تهديم الجدران، وإنما يدخل فيه الهجران، وذلك بإيثار المقاهي والنوادي والأسواق عليها.

سؤال:

كم من الوقت تقضيه في المسجد يوميًا؟

هل تعتني بعمارة بيت ربك عنايتك بعمارة بيتك؟

************************************

♡آية استوقفتني (١٨)♡

﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾

[البقرة : 114]

اطمئنوا يا من تم منعكم من ذكر ربكم في مساجدكم.

اطمئنوا يا من تم تخريب مساجدكم بتهديم جدرانها أو تفريغ أنشطتها من مضمونها.

سترون ما توعد الله به الذين يخربون بيوته من الخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة.

************************************

♡آية استوقفتني (١٩)♡

﴿وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ ۘ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ۗ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾

[البقرة : 118]

تيقن أن في الغالب وراء الكلمات المتشابهة قلوب متشابهة.

اللسان مغرفة القلب، وفي الحديث: “لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه”

************************************

♡آية استوقفتني (٢٠)♡

مرة يقول سبحانه:

﴿وَلَئِنِ [اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم] بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ (مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ)﴾

[البقرة : 120]

ومرة أخرى يقول:

﴿وَلَئِنِ [اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم] مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ (إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ)﴾

[البقرة : 145]

ومرة ثالثة يقول:

﴿وَلَئِنِ [اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم] بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ (مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ)﴾ [الرعد : 37]

من ذا الذي يتحمل أن يكون من الظالمين، وألا يكون له من الله ولي ولا نصير ولا واق؟!

هذا تحذير الله لأحب خلقه إليه لو اتبع أهواء الظالمين والمجرمين والكافرين من اليهود والنصارى وغيرهم، فكيف بمن هم دون رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمثالنا؟!

إن علما لا يحجزك عن اتباع أهواءهم كأن لم يكن، فاعمل بمقتضى علمك.

************************************

المصدر: آية استوقفتني د. شريف طه يونس.

************************************

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى