
الآية ﴿1﴾ : ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
• ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
أنعِم به من استهلالٍ يفتتح به المسلمُ تلاوته لكلام ربِّه؛ امتثالًا لأمره في أوَّل ما أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ (العلق: 1)
• ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
العلماء يقدّرون محذوفًا؛ فيقدّرون: (بسم الله أبتدئ القراءة)، أو: (بسم الله أبتدئ الأكل)، بسم الله تبدأ بها كل شؤون حياتك لتكون مطمئنًا أنك مع الرحمن الرحيم.
الآية ﴿2﴾ : ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾
• ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾
اللام في (لِلَّهِ) للتمليك والتخصيص، فالحمد والمدح مختص بالله ولله، وما من محمود وممدوح غير الله إلا وفيه نقص.
• ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾
بدأت الآية بالحمد وليس بالجار والمجرور؛ لأن الجملة الاسمية تفيد الدوام والثبات والاستقرار, فالحمد لله ثابت ومستقر لله سبحانه.
• ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾
(ال) هنا للاستغراق والعموم, أي: ما من حمد ومدح وثناء في الكون إلا والله المستحق له على الحقيقة، فلا يحمد إلا الله؛ لأنه هو المتسبب له والفاعل له على الحقيقة.
• ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾
جاء تقديم الألوهية؛ لأن حمد الله لكونه إلهًا قد يخفى على النفوس، بخلاف حمد الله من جهة الربوبية، فالكل مُقِرٌ به.
﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ العالم العلوي والسفلي, والإنسي والجني, والغيبي والحسي, تنوعت العَوَالِمُ والرب واحد.
• ورد قوله: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ بعد قوله: ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ كالتعليل لها, فالله رب للعلمين بالنعم مؤمنهم وكافرهم, لأنه رحمن رحيم بهم.
الآية ﴿3﴾ : ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
• ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
أما الرحمن فصيغة مبالغة (فعلان) لا تعرفها العرب قبل الفاتحة، وهذه أشعارهم ودواوينهم, وذلك من إعجاز القرآن.
• ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
الرحمة فضل, والجزاء عدل, وفضل الله سابق؛ ولهذا قدم ذكر الرحمة على ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾.
الآية ﴿4﴾ : ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾
• قال : ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ ، ولم يقل (مالك الدين)؛ لتعريفنا بأن للدين يومًا ممتازًا عن سائر الأيام، وهو اليوم الذي يلقى فيه كل عامل عمله، ويوفي جزاءه.
الآية ﴿5﴾ : ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾
• قال : ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ ذكر الاستعانة بعد العبادة مع دخولها فيها؛ لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى؛ فإن لم يعنه الله لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر واجتناب النواهي.
الآية ﴿6﴾ : ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾
• قال : ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ الخط المستقيم هو أقصر بُعد بين نقطتين، فكأن المسلم يدعو الله أن يجعله في أقرب الطرق الذي لا يكون متعبًا أو معوجًا.