
وقفة مع الآية (26)من سورة الرعد
﴿ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ ﴾ – سورة الرعد 26
[26] ﴿اللَّـهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ﴾ إن الله يبسط الرزق ويقدر ابتلاء؛ لا يدل البسط على رضى الله عنه، ولا التضييق على سخطه.
[26] ﴿اللَّـهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ﴾ قال ابن القيم: «وقال لي غير واحد: إذا تبت إليه وأنبت وعملت صالحًا ضيق عليَّ رزقي، ونكد عليَّ معيشتي، وإذا رجعت إلى معصيته وأعطيت نفسي مرادها، جاءني الرزق والعون ونحو هذا، فقلت لبعضهم: هذا امتحان منه ليری صدقك وصبرك؛ هل أنت صادق في مجيئك إليه وإقبالك عليه، فتصبر على بلائه، فتكون لك العاقبة؟ أم أنت کاذب فترجع على عقبك؟!».
[26] ﴿اللَّـهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ﴾ ربما وسع على الكافر؛ إملاءً واستدراجًا له, وضيَّق على المؤمن زيادة لأجره.
[26] ﴿اللَّـهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ﴾ سعة رزقهم ليس تكريمًا لهم، كما أن تضييق رزق بعض المؤمنين ليس إهانة لهم, وإنما كل من الأمرين صادر منه تعالى لحِكَم إلهية يعلمها سبحانه, وربما وسع على الكافر؛ إملاءً واستدراجًا له, وضيَّق على المؤمن؛ زيادة لأجره.
[26] ﴿وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ﴾ فرحًا أوجب لهم أن يطمئنوا بها، ويغفلوا عن الآخرة، وذلك لنقصان عقولهم.
[26] ﴿وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ﴾ ليس كل ما يفرحك في الدنيا ينفعك في الآخرة.
[26] ﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ﴾ قال الإمام الشوكاني: «لما ذكر سبحانه عاقبة المشركين بقوله: ﴿أُولَـٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾، كان لقائل أن يقول: قد نرى كثيرًا منهم قد وفر الله له في الرزق، وبسط له فيه، فأجاب سبحانه عن ذلك: ﴿اللَّـهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ﴾، فقد يبسط الرزق لمن كان كافرًا، ويقتره على من كان مؤمنًا ابتلاءً وامتحانًا، ولا يدل البسط على الكرامة، ولا القبض على الإهانة».
[26] ﴿اللَّـهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ﴾ سَل الله من فضله الآن.