مدارسة سورة هود
سورة هود
الثبات والاستمرار في الدعوة والإصلاح رغم كل الظروف/
التوازن (أو: الثبات على الحق دون تهور أو ركون)
أولاً: التمهيد للسورة :
نزلت السورة على النبي ﷺ في أحلك الأوقات وأصعبها، بعد عشر سنوات من البعثة، الاضطهاد في مكة شديد، وقد أذن النبي ﷺ لأصحابه بالهجرة إلى الحبشة، وأما من بقي من الصحابة في مكة فقد ظل يتعرّض لشتى أنواع العذاب، أما النبي ﷺ فلم تكن الظروف التي يمر بها أفضل حالًا من الصحابة، فلقد مات عمه أبو طالب الذي كان يحميه، وماتت زوجته خديجة بنت خويلد التي كانت تواسيه، وليس هذا وحسب، بل إن النبي ﷺ توجه إلى الطائف لدعوة أهلها فردوه ورموه بالحجارة، ورفضت كل القبائل أن تنصره ﷺوأن تقبل هذا الدين.
في ظل هذه الأجواء تنزل سورة “هود” لتقول: اثبتوا واستمروا في الدعوة.
نزلت بهدف : تثبيت النبي ﷺ والذين معه على الحق.
نزلت تنادي: الثبات والاستمرار في الدعوة والإصلاح رغم كل الظروف.
• السورة تقدم 7 نماذج من الأنبياء الكرام:
ذكرت السورة 7 نماذج من الأنبياء الكرام، وصبرهم على ما لاقوه من أقوامهم، كل منهم يواجه الجاهلية الضالة ويتلقى الإعراض والتكذيب والسخرية والاستهزاء والتهديد والإيذاء، وهم: نوح، هود، صالح، إبراهيم، لوط، شعيب، موسى. وهم الأنبياء أنفسهم الذين ذُكروا في سورة الشعراء والعنكبوت (لكن ليس بنفس هذا الترتيب). وأيضًا نفس الأنبياء الذين ذكروا في سورة الأعراف إلا إبراهيم (وبنفس ترتيب هود).
وكأنها تقول للنبي ﷺ وأصحابه: هذا ما حدث للأنبياء قبلكم، أصابتهم المحن ولاقوا من المصاعب ما لاقوا خلال دعوتهم، ومع هذا ثبتوا وصبروا واستمروا؛ فاثبتوا واصبروا واستمروا مثلهم.
• سورة هود شيبت النبي ﷺ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ شِبْت»، قَالَ ﷺ: «شَيَّبَتْنِي هُودٌ، وَالْوَاقِعَةُ، وَالْمُرْسَلَاتُ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ، وَإِذَا الشَّمْسُ كَوِّرَتْ» .
ثانياً: أسماء السورة :
• الاسم التوقيفي : «هود».
• معنى الاسم : هو نبي الله هود عليه السلام، أرسله الله إلى عاد في الأحقاف التي تقع جنوب الجزيزة العربية بين عُمان وحضر موت.
• سبب التسمية : لتكرار اسمه فيها خمس مرات، ولأنه ما حكي عنه فيها أطول مما حكي عنه في غيرها.
• أسماء أخرى اجتهادية : لا أعرف لها اسمًا غيره.