وتتحدث الآية التّالية عن مراحل مواجهة الفراعنة لموسى وأخيه هارون ،وأوّل تلك المراحل هي مرحلة الإِنكار والتكذيب والافتراء واتهامهما بسوء النية ،وإبطال سنن الأجداد ،والإِخلال بالنظام الاجتماعي ،كما يقول القرآن: ( فلمّا جاءهم الحق من عندنا قالوا إِن هذا لسحر مبين ) .
إِنّ جاذبية دعوة موسى الخارقة من جهة ،ومعجزاته الباهرة من جهة أُخرى ،وتزايد نفوذه بصورة محيرة من جهة ثالثة ،دفعت الفراعنة إِلى التفكير في حل لهذه المسألة ،فلم يجدوا وسيلة أفضل من رميه بالسحر ،فأعلنوا أنّه ساحر وأنّ عمله سحر ليس إِلاّ ،وهذه التهمة سائدة في جميع مراحل الأنبياء وعلى طول تاريخهم ،خاصّة نبي الإِسلام( صلى الله عليه وآله وسلم ) .