ثمّ يلتفت يوسف نحو مالك الملك الحقيقي وولي النعمة الدائمة فيقول شاكراً راجياً: ( ربّ قد آتيتني من الملك وعلّمتني من تأويل الأحاديث ) .
وهذا العلم البسيط بحسب الظاهر «تأويل الأحاديث » كم كان له من أثر عظيم في تغيير حياتي وحياة جماعة آخرين من عبادك ،وما أعظم بركة العلم !
فأنت يا ربّ: ( فاطر السّماوات والأرض ) .
ولذلك فقد خضعت واستسلمت قبال قدرتك جميع الأشياء .
ربّاه: ( أنت وليّ في الدنيا والآخرة توفّني مسلماً وألحقني بالصالحين ) .
أي إنّني لا أطلب دوام الملك وبقاء الحكم والحياة الماديّة منك يا ربّ ،لأنّ هذه الأُمور جميعها فانية وليس فيها سوى البريق الجذّاب .بل أطلب منك يا ربّ أن تكون عاقبة أمري على خير ،وأن أقضي حياتي وأموت مؤمناً في سبيلك مسلِّماً لإرادتك ،وأن أكون في صفوف الصالحين .فهذه الأُمور هي المهمّة لديّ فحسب .
/خ101