ثمّ أرادوا أن يزيلوا الشكّ والريبة عن قلب أبيهم فقالوا يمكنك أن تتحقّق وتسأل من المدينة التي كنّا فيها ( وسأل القرية التي كنّا فيها ){[1887]} ومن القافلة التي سافرنا معها إلى مصر ورجعنا معها ،حيث إنّ فيها اُناساً يعرفونك وتعرفهم ،وبمقدورك أن تسألهم عن حقيقة الحال وواقعها ( والعير التي أقبلنا فيها ){[1888]} وفي كلّ الأحوال كن على ثقة بأنّنا صادقون ولم نقص عليك سوى الحقيقة والواقع ( وإنّا لصادقون ) .
يستفاد من مجموع هذه الكلمات والحوار الذي دار بين الأولاد والأب أنّ قضيّة سرقة بنيامين كانت قد شاعت في مصر ،وأنّ جميع الناس علموا بأنّ أحد أفراد العير والقافلة القادمة من كنعان حاول سرقة صواع الملك ،لكن موظفي الملك تمكّنوا بيقظتهم من العثور عليها والقبض على سارقها ،ولعلّ قول الإخوة لأبيهم ( وسأل القرية ...) أي اسأل أرض مصر ،كناية عن أنّ القضيّة شاعت بحيث علم بها حتّى أراضي مصر وحيطانها .
/خ82