ثمّ تبيّن الآية التالية حالات المؤمنين الحقيقيين من الرجال والنساء ليتبيّن وضع الفريقين من خلال المقارنة بينهما ،فتقول أوّلا: ( إنّ الذين سبقت لهم منّا الحسنى اُولئك عنها مبعدون ) وهو إشارة إلى أنّنا سنفي بكلّ الوعود التي وعدنا بها المؤمنين في هذه الدنيا ،وأحدها إبعادهم عن نار جهنّم .
وبالرغم من أنّ ظاهر الجملة يشمل كلّ المؤمنين الحقيقيين ،إلاّ أنّ البعض احتمل أن تكون إشارة إلى من عُبد من دون الله كالمسيح ومريم( عليهما السلام ) ،الذين عبدوا دون إرادتهم ،ولمّا كانت الآيات السابقة تقول: ستكونون أنتم وآلهتكم في جهنّم ،وكان من الممكن أن يشمل هذا التعبير أمثال المسيح ( عليه السلام ) ،فإنّ القرآن يبيّن هذه الجملة كاستثناء بأنّ هذه الفئة سوف لا ترد الجحيم أبداً .
وذكر بعض المفسّرين سبباً لنزول هذه الآية ،وهو يوحي بأنّ البعض قد سأل الرّسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نفس هذا السؤال ،فنزلت الآية تجيبهم .ولكن مع ذلك فلا مانع من أن تكون الآية جواباً لهذا السؤال ،وأن تكون حكماً عامّاً لكلّ المؤمنين الواقعيين .