وتذكر الآيتان الأخيرتان أربع نعم إلهيّة كبرى تغمر هذه الطائفة السعيدة .
فالأُولى: إنّهم ( لا يسمعون حسيسها ) و «الحسيس »كما قال أرباباللغةالصوت المحسوس ،وجاءت أيضاً بمعنى الحركة ،أو الصوت الناشئ من الحركة ،ونار الجحيم المشتعلة دائماً لها صوت خاصّ ،وهذا الصوت مرعب من جهتين: من جهة أنّه صوت النّار ،ومن جهة أنّه صوت حركة النّار والتهامها .ولمّا كان المؤمنون المخلصون بعيدين عن جهنّم ،فسوف لا يطرق سمعهم هذا الصوت المرعب مطلقاً .
والثّانية: إنّهم ( وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون ) فليس حالهم كما في هذه الدنيا المحدودة ،حيث أنّ الإنسان يأمل كثيراً من النعم دون أن ينالها ،فإنّهم ينالون كلّ نعمة يريدونها ،مادية كانت أو معنوية ،وليس ذلك على مدى يوم أو يومين ،بل على امتداد الخلود .