عندما يهيئ العباد المؤمنون هذه المؤهّلات والأرضيات لأنفسهم ،فإنّ الله سبحانه يساعدهم ويعينهم ليمرغوا اُنوف المستكبرين في التراب ،ويقطعوا أيديهم الملوّثة ،فلا يحكمون أرضهم بعدُ ،بل تكون للمستضعفين ،فيرثونها ،فبناءً على ذلك فإنّ مجرّد كونهم مستضعفين لا يدلّ على الانتصار على الأعداء وحكم الأرض ،بل إنّ الإيمان لازم من جهة ،واكتساب المؤهّلات من جهة أُخرى ،وما دام مستضعفو الأرض لم يُحيوا هذين الأصلين فسوف لا يصلون إلى وراثة الأرض وحكمها .ولذلك فإنّ الآية التالية تقول من باب التأكيد المشدّد: ( إنّ في هذا لبلاغاً لقوم عابدين ) .
لقد اعتبر بعض المفسّرين ( هذا ) إشارة إلى كلّ الوعود والتهديدات التي جاءت في هذه السورة ،أو في كلّ القرآن ،ويدخل موضوع بحثنا في هذا المفهوم الكلّي أيضاً .إلاّ أنّ ظاهر الآية هو أنّ ( هذا ) إشارة إلى الوعد الذي اُعطي للعباد الصالحين في الآية السابقة في شأن الحكومة في الأرض .
/خ106