/م75
وتشير الآية الثّانية إلى مسؤولية الأنبياء في إبلاغ رسالة الله من جهة ،ومراقبة الله لأعمالهم من جهة أُخرى ،فتقول: ( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ) إنّه يعلم ماضيهم ومستقبلهم ( وإلى الله ترجع الاُمور ) فالجميع مسؤولون في ساحة قدسه .
ليعلم الناس أنّ ملائكة الله سبحانه وأنبياءه ( عليهم السلام ) عباد مطيعون له مسؤولون بين يديه ،لا يملكون إلاّ ما وهبهم من لطفه ،وقوله تعالى: ( يعلم ما بين أيديهم )إشارة إلى واجب ومسؤولية رسل الله ومراقبته سبحانه لأعمالهم ،كما جاء في الآيتين ( 27 ) و28 ) من سورة الجن ( فلا يظهر على غيبه أحداً إلاّ من ارتضى من رسول فإنّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربّهم وأحاط بما لديهم ){[2670]} .
وقد إتّضح بهذا أنّ القصد من عبارة ( ما بين أيديهم ) هو الأحداث المستقبلة و ( ما خلفهم ) الأحداث الماضية .
الآيتان التاليتان هما آخر آيات سورة الحجّ حيث تخاطبان المؤمنين وتبيّنان مجموعة من التعاليم الشاملة التي تحفظ دينهم ودنياهم وإنتصارهم في جميع الميادين ،وبهذه الروعة والجمال تختتم سورة الحجّ .