التّفسير
عناد قوم صالح ولجاجتهم:
لقد استمعتم إلى منطق صالح المتين والمحب للخير ،مع قومه المضلينفي الآيات المتقدمةوالآن لنستمع إلى جواب قومه في هذه الآيات .
إنهم واجهوه بكلام خشن و ( قالوا إنّما أنت من المسحّرين ) فلذلك فقدت عقلك وتتكلم بكلمات غير موزونة ولا معقولة .
كلمة ( المسحّر ) مشتقّة من ( السحر ) ومعناها المسحور ،أي المصاب بالسحر ،إذ كانوا يعتقدون أن السحرة كانوا عن طريق السحر يعطلون عمل العقل ،وهذا القول لم يتّهم به النبيّ صالحاً فحسب ،بل اتهم به كثير من الأنبياء ،حتى أن المشركين اتّهموا نبيَّنا محمّداً( صلى الله عليه وآله وسلم ) به فقالوا: ( إن تتبعون إلاّ رجلا مسحوراً ){[1]} .أجَلْ ،إنّهم كانوا يرون معيار العقل أن يكون الإنسان متوفقاً مع البيئة والمحيط ،فيأكل الخبزمثلابسعر يومه ،ويطبّق نفسه على جميع المفاسد ...فلو أن رجلا مصلحاً إلهيّاً دعا الناس للقيام والنهوض بوجه العقائد الفاسدة وإصلاحها ،عَدُّوهُبحسب منطقهممجنوناً «مسحّراً » .
وهناك احتمالات أُخر في معنى «المسحّرين » ،صرفنا النظر عنها لعدم مناسبتها ...