التّفسير
هذه الآية التي تؤكّد ما بحثته الآيات السابقة بشأن خيانة بعض علماء أهل الكتاب وتقول: إنّ فريقاً من هؤلاء يلوون ألسنتهم عند تلاوتهم الكتاب .وهذا كناية عن تحريفهم كلام الله .و«يلوُن » من مادة ( لَيّ ) على وزن حيّ ،وهو الإمالة ،وهو تعبير بليغ عن تحريف كلام الله ،وكأنهم حين تلاوتهم للتوراة وعندما يصلون
إلى الآيات التي فيها صفات رسول الله والبشارة بظهوره يغيّرون لحن كلامهم .
وتضيف: إنّهم في تحريفهم هذا من المهارة بحيث إنّكم تحسبون ما يقرأونه آيات أنزلها الله ،وهو ليس كذلك ( لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ) .
ولكنّهم لا يقنعون بذلك ،بل يشهدون علانية بأنّه من كتاب الله ،وهو ليس كذلك ( ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ) .
مرّة أخرى يقول القرآن: إنّهم في عملهم هذا ليسوا ضحية خطأ ،بل هم يكذبون على الله بوعي وبتقصّد ،وينسبون إليه هذه التهم الكبيرة وهم عالمون بما يفعلون ( ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ) .