/م73
ولكن هؤلاء المغرورين المتكبرين لم يكفوا عن عملهم ،بل عادوا مرّة أُخرى إلى إضعاف معنوية المؤمنين ( قال الذين استكبروا إنّا بالذي آمنتم به كافرون ) .وكانت هذه محاولة منهم لجرّ هؤلاء المستضعفين إلى صفوفهم مرّة أُخرى .
كانوا المقدّمين في المجتمع والأُسوة للآخرين على الدوام بما كانوا يتمتّعون به من قوة وثراء ،لهذا كانوا يظنون أنّهم بإظهار الكفر سيكونون أسوة للآخرين أيضاً ،وأن الناس سوف يتبعونهم كما كانوا يفعلون ذلك من قبل ،ولكنّهم سرعان ما وقفوا على خطأهم ،وعلموا أنّ الناس قد اكتسبوا بالإيمان بالله على شخصيّة حضارية جديدة واستقلال فكري ،وقوة إرادة .
والجدير بالانتباه أنّ الأغنياء والملأ وُصِفُوا في الآيات الحاضرة بالمستكبرين ،ووصفت الجماهير الكادحة المؤمنة بالمستضعفين ،وهذا يفيد الفريق الأوّل قد وصلوا بشعورهم بالتفوق ،وغصب حقوق الناس واستغلالهم إلى مرتبة ما يسمى في لغة العصر ب «الطبقة المستغلّة » ،والفريق الآخر بالطبقة المستغلَّة .
عندما يئس الملأ والأغنياء المستكبرون من زعزعة الإيمان في نفوس الجماهير المؤمنة بصالح( عليه السلام ) ،ومن جانب آخر رأوا أنّ وساوسهم وشائعاتهم لا تجدي نفعاً مع وجود «الناقة » التي كانت تُعَدّ معجزة صالح( عليه السلام ) ،لهذا قرّروا قتل الناقة ،مخالفين بذلك أمر ربّهم ( فعقروا النّاقة وعتوا عن أمر ربّهم ){[1417]} .