/م85
وفي الآية اللاحقة يشير إلى رابع نصيحة لشعيب ،وهي منعهم عن الجلوس على الطرقات وتهديد الناس ،وصدّهم عن سبيل الله ،وتضليل الناس بإلقاء الشبهات وتزييف طريق الحق المستقيم في نظرهم ،فقال: ( ولا تقعدوا بكل صراط توعدون ،وتصدون عن سبيل الله من آمن به ،وتبغونها عوجاً ) .
وأمّا أنّه كيف كانوا يهدّدون الراغبين في الإِيمان ،فقد ذكر المفسّرون في هذا المجال احتمالات متعددة ،فالبعض احتمل أنّه كان ذلك عن طريق التهديد بالقتل ،وبعض آخر احتمل أنّه كان عن طريق قطع الطريق ونهب أموال المؤمنين ،ولكن المناسب مع بقية العبارات الأُخرى في الآية هو المعنى الأوّل .
وفي ختام الآية جاءت النصيحة الخامسة لشعيب ،التي ذكّر فيها قومه بالنعم الإلهية لتفعيل حسّ الشكر فيهم ،فيقول: تذكّروا عندما كنتم أفراداً قلائل فزادكم الله في الأفراد وضاعف من قوتكم: ( واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم ) .
ثمّ يلفت نظرهم إلى عاقبة المفسدين ونهاية أمرهم ومصيرهم المشؤوم حتى لا يتبعوهم في السلوك فيصابوا بما أصيبوا به ،فيقول: ( وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين ) .
ويستفاد من الجملة الأخيرة أنّه على العكس من الدعايات غير المدروسة لتحديد النسل في هذه الأيّام فإنّ كثرة أفراد المجتمع ،يمكن أن تكون منشأ القوّة وعظمة وتقدم المجتمع في أكثر الموارد ،طبعاً شريطة أن تضمن معيشتهم وفقاً لبرامج منظمة ،من الناحية المادية والمعنوية .