في الآية اللاحقة شرح القرآن الكريم أبعاد هذا الزلزال العجيب المخيف الرهيب بالعبارة التالية: ( الذين كذبوا شعيباً كأن لم يغنوا فيها ){[1423]} .أي أنّ الذين كذبوا شعيباً أُبيدوا إبادة عجيبة ،وكأنّهم لم يكونوا يسكنون تلك الديار .
وفي ختام الآية يقول: ( الذين كذبوا شعيباً كانوا هم الخاسرين ) .
وكأنّ هاتين الجملتين جواباً لأقوال معارضي شعيب ،لأنّهم كانوا قد هدّدوا بأن يخرجوه هو وأتباعه في حالة عدم انصرافهم من دين التوحيد إلى الدين السابق ،فقال القرآن: إنّهم أُبيدوا كاملة ،وكأنّهم لم يسكنوا في تلك المنازل ،فضلا عن أن يستطيعوا إخراج غيرهم من البلد .
وفي مقابل قولهم: إنّ أتباع شعيب يستلزم الخسران ،قال القرآن الكريم: إنّ نتيجة الأمر أثبتت أنّ مخالفة شعيب هي العامل الأصلي في الخسران .