قوله تعالى{ذلك من أنباء الغيب نُوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين وما تسألهم عليه من أجر إن هو إلا ذكر للعالمين}
قال ابن كثير: يقول تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم لما قص عليه نبأ إخوة يوسف ،وكيف رفعه الله عليهم ،وجعل له العاقبة والنصر والملك والحكم ،مع ما أرادوا به من السوء والهلاك والإعدام ،هذا وأمثاله يا محمد من أخبار الغيوب السابقة{نوحيه إليك} ونعلمك به يا محمد لما فيه من العبرة لك ،والاتعاظ لمن خالفك{وما كنت لديهم} حاضرا عندهم ولا مشاهدا لهم{إذ أجمعوا أمرهم} أي على إلقائه في الجب{وهم يمكرون} به ،ولكنا أعلمناك به وحيا إليك وإنزالا عليك ،كقوله:{وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم} الآية ،وقال تعالى:{وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر} الآية .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله{وما كنت لديهم} ،يعني محمدا صلى الله عليه وسلم يقول: ما كنت لديهم وهم يلقونه في غيابة الجب ،{وهم يمكرون} أي: بيوسف .