فقوله تعالى{ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}
أخرج مسلم بسنده عن أبي هريرة مرفوعا:"أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الحرام وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ".
( الصحيح – الصيام ،ب فضل صوم المحرم رقم1163 ) .
أخرج الطبري بأسانيد يقوي بعضها بعضا عن الحسن البصري وعلقمة والأسود الكوفيين التهجد بعد نومه ،وهو لفظ الكوفيين .
وأخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن معمر عن قتادة في قوله تعالى{نافلة لك} تطوعا وفضيلة .
وأخرج البخاري بسنده عن ابن عمر قال: إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا ،كل أمة تتبع نبيها يقولون: يا فلان اشفع ،حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود .
( وجثا جمع جثوة ،وجاث: وهو الذي يجلس على ركبتيه ) .
أخرج البخاري بسنده عن أنس مرفوعا قال: يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا ،فيأتون آدم فيقولون: أنت أبو الناس ،خلقك الله بيده ،وأسجد لك ملائكته ،وعلمك أسماء كل شيء ،فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا .فيقول لست هناكم -ويذكر ذنبه فيستحي- ائتوا نوحا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض .فيأتونه فيقول: لست هناكم- ويذكر سؤاله ربه ما ليس له به علم ،فيستحي فيقول ائتوا خليل الرحمن .فيأتونه ،فيقول: لست هناكم ائتوا موسى عبدا كلمة الله وأعطاه التوراة ،فيأتونه فيقول: لست هناكم -ويذكر قتل النفس بغير نفس- فيستحي من ربه فيقول: ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمة الله وروحه ،فيقول: لست هناكم ،ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ،فيأتوني ،فأنطلق حتى أستأذن على ربي فيؤذن ،فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا ،فيدعني ما شاء الله ،ثم يقال: ارفع رأسك ،وسل تعطه ،وقل يسمع ،واشفع تشفع ،فأرفع رأسي ،فأحمده بتحميد يعلمنيه ،ثم أشفع ،فيحد لي حدا ،فأدخلهم الجنة .ثم أعود إليه فإذا رأيت ربي –مثله- ثم أشفع فيحد لي حدا ،فأدخلهم الجنة ،ثم أعود للثالثة ،ثم أعود الرابعة فأقول: ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود .
( الصحيح-التفسير سورة البقرة ،ب وعلم آدم الأسماء كلها رقم4476 ) .
وأخرج أيضا بسنده عن جابر بن عبد الله مرفوعا قال:"من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة ".
( الصحيح-التفسير ،ب{عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} رقم4718و4719 ) .
قال الطبري حدثنا محمد بن بشار ،قال ثنا عبد الرحمان قال: ثنا سفيان ،عن أبي إسحاق ،عن صلة بن زفر ،عن حذيفة ،قال: يجمع الناس في صعيد واحد ،فيسمعهم الداعي ،وينفذهم البصر ،حفاة عراة كما خلقوا ،قياما لا تكلم نفس إلا بإذنه ينادي: يا محمد ،فيقول: لبيك وسعديك والخير في يديك ،والشر ليس إليك ،والمهدي من هديت ،عبدك وابن عبدك ،وبك وإليك ،لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ،تباركت وتعاليت ،سبحانك رب هذا البيت ،فهذا المقام المحمود الذي ذكره الله تعالى أ . ه .
وأخرجه النسائي من حديث حذيفة وصححه ابن حجر( فتح الباري8/399 ، 400 ) وأخرجه عبد الرزاق والحاكم من طريق أبي إسحاق به ،وصححه ووافقه الذهبي( المستدرك2/363 ) .
وأخرج مسلم بسنده الصحيح عن أبي هريرة مرفوعا:"أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر ،وأول شافع ،وأول مشفع ".
( الصحيح -الفضائل ،ب تفضيل نبينا رقم2278 ) .
وتقدم حديث أنس بن مالك في تفسير آية الكرسي وفيه الشفاعة والإذن بها .