قوله تعالى{قال إنما أوتيته على علم عندي أو لم يعلم أن الله قد أهلك من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون}
قال ابن كثير: يقول تعالى مخبرا عن جواب قارون لقومه ،حين نصحوه وأرشدوه إلى الخير{قال إنما أوتيته على علم عندي} أي: أنا لا أفتقر إلى ما تقولون ،فإن الله تعالى إنما أعطاني هذا المال لعلمه بأني أستحقه ،ولمحبته لي فتقديره: إنما أعطيته لعلم الله فيّ أني أهل له ،وهذا كقوله تعالى{فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم} أي: على علم من الله بي .
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد{ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون} كقوله{يعرف المجرمون بسيماهم} زرقا سود الوجوه والملائكة لا تسأل عنهم قد عرفتهم .
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله تعالى{ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون} قال: يدخلون النار بغير حساب .