قوله تعالى{أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون}
قال ابن كثير:يقول تعالى منكرا على من أراد دينا سوى دين الله الذي أنزل به كتبه وأرسل به رسله وهو عبادة الله وحده لا شريك له الذي له أسلم من في السموات والأرض أي استسلم له من فيهما طوعا وكرها كما قال تعالى{ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها}الآية ، وقال تعالى{أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون ولله يسجد ما في السموات و ما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون} .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة في قوله:{أفغير دين الله يبغون}الآية ، فأما المؤمن فأسلم طائعا فنفعه ذلك وقبل منه ، وأما الكافر فأسلم كرها حين لا ينفعه ذلك ، ولا يقبل منه .
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية:{وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها وإليه ترجعون}قال:كل آدمي قد أقر على نفسه بأن الله ربي وأنا عبده ،فهذا الإسلام لو استقام عليه ،فلما تكلم بهذا صارت حجة عليه ، ثم أشرك في عبادته فهذا الذي أسلم كرها ، ومنهم من شهد أن الله ربي وأنا عبده ثم اخلص له العبودية فهذا الذي أسلم طوعا .
قال الطبري حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا وكيع ، عن سفيان عن منصور عن مجاهد:{وله أسلم من في السموات والأرض}قال:هو كقوله:{ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله} سورة الزمر:38 .
ورجاله ثقات وإسناده صحيح .
أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال:عبادتهم لي أجمعين طوعا وكرها وهو قوله{ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها} .
أخرج آدم بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله:{طوعا وكرها}قال سجود المؤمن طائعا ، وسجود الكافر وهو كاره .