قوله تعالى: ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )
قال أحمد: حدثنا أنس بن عياض ،حد ثنا أبو حازم عن عمرو بن شعيب ،عن أبيه ،عن جده ،قال: لقد جلست أنا وأخي مجلسا ما أحب أن لي به حمر النعم ،أقبلت أنا وأخي ،وإذا مشيخة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس عند باب من أبوابه ،فكرهنا أن نفرق بينهم ،فجلسنا حجرة ،إذ ذكروا آية من القرآن ، فتماروا فيها حتى ارتفعت أصواتهم ،فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا قد احمر وجهه ،يرميهم بالتراب ،ويقول: «مهلا يا قوم ،بهذا أهلكت الأمم من قبلكم ،باختلافهم على أنبيائهم ،وضربهم الكتب بعضها ببعض ،إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضا ،بل يصدق بعضه بعضا فما عرفتم منه فاعملوا به ،وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه ".
( المسند ح 6702 ) .وأخرجه ابن ماجة ( السنن1/33 ح 85- المقدمة ،ب في القدر ) من طريق داود بن أبي هند عن عمرو بن شعيب بنحوه مختصرا ،وفيه: «إنهم اختصموا في آية من القدر".قال البوصيري: إسناده صحيح رجاله ثقات ( مصباح الزجاجة 1/58 ) .وقال الألبانى: حسن صحيح ( صحيح ابن ماجة ح 69 ) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله: ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) أي: قول الله لا يختلف ، وهو حق ليس فيه باطل ،وإن قول الناس يختلف .