( فإن عثر على أنهما استحقا إثما ) يقول: إن يتحقق على أن الكافرين كذبا .
( فآخران يقومان مقامهما ) يقول: من الأولياء ،فحلفا بالله إن شهادة الكافرين باطلة ،وإنا لم نعتد ،فتُرَدُّ شهادة الكافرين ،وتجوز شهادة الأولياء . يقول تعالى ذكره: ذلك أدنى أن يأتي الكافرون بالشهادة على وجهها ،أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم .وليس على شهود المسلمين إقسام ،وإنما الإقسام إذا كانوا كافرين .
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح ،عن قتادة قال: سمعت ابن المسيب يقول: ( اثنان ذوا عدل منكم ) أي: مسلمين إقسام ( أو آخران من غيركم )أهل الكتاب .
قال الشيخ الشنقيطي: ذكر في هذه الآية الكريمة أن كاتم الشهادة آثم .وبيَّن في موضع آخر أن هذا الإثم من الآثام القلبية ،وهو قوله: ( ومن يكتمها فإنه آثم قلبه ) ،ومعلوم أن منشأ الآثام والطاعات جميعا من القلب ،لأنه إذا صلُح ،صلُح الجسدُ كلُّه ،وإذا فسَد ،فسَد الجسدُ كلُّه .