قوله:{وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو} الضر ،بالضم ،وهو الفقر والفاقة .وقيل: كل ما كان سوء حال وفقر وشدة{[2042]} .
والمعنى: أن ما يصيب الإنسان من شدة أو ضيق أو غير ذلك من ضروب الكروب ؛فإنه ليس له من دافع يدفع إلا الله ؛فهو سبحانه يتولى كشف السوء والبلاء عن المكروب بما شاء وكيف شاء .أما هذه الأصنام الجامدة البلهاء التي لا تريم{[2043]} فأنى لها أن تكشف عن أحد سوءا أو مكروها .حتى الأنداد والمتجبرون من البشر كالظالمين والمستكبرين والطغاة لا يملكون كشف السوء أو البلاء عن أحد إلا أن يشاء الله ذلك ؛فهو سبحانه يكشف البلاء والأرزاء عن عباده بما يقدره وييسره من الأسباب والوسائل .
قوله:{وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده} إذا أردا الله بأحد خيرا من نعمة أو رخاء أو عافية أو ابتهاج أو انفراج ؛فليس من أحد يستطيع أن يحول بين العبد المنعم عليه وما كتب الله له من نعمة أو خير .ليس من أحد كائنا من كان يقدر أن يحجب الخير المقدور عن احد من العباد .وإنما السراء والضراء بيد الله وحده يصيب بذلك{من يشاء من عباده} فلا راد لقضائه ولا مانع لفضله إلا هو .
قوله:{وهو الغفور الرحيم} الله الذي يغفر الذنوب للتائبين المنيبين إليه .وهو سبحانه رحيم بعباده المؤمنين المخبتين الذين يعجون إليه في كل آن بالإنابة والاستغفار{[2044]} .