قوله: ( قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر ) خاطب موسى فرعون له: لقد علمت يا فرعون أن هذه الآيات التسع التي احتججت بها لهي بصائر ؛أي دلائل وبينات قد أوجدها الله ؛فهي شاهدة لي على صدق رسالتي وصحة ما أقوله لكم .
وقد قرأ بعضهم ( علمتُ ) بضم التاء .والصحيح فتحها ؛أي ان فرعون قد علم أن موسى مرسل من ربه وأن ما جاءهم به حق فهو موقن بذلك في قلبه تمام اليقين لكنه مكذب معاند في الظاهر ،كقوله سبحانه: ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ) .
قوله: ( وإني لأظنك يا فرعون مثبورا ) من الثبور وهو الهلاك والخسران{[2758]} .
والمعنى: إنني متحقق من أنك يا فرعون هالك وأنك صائر إلى الخسران .