قوله: ( وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها ) نزلت هذه الآية في كفار قريش ؛إذ هموا بإخراج رسول الله ( ص ) من بين أظهرهم فتوعدهم الله بهذه الآية .وهو أنهم لو أخرجوه من مكة لما لبثوا بعده فيها إلا يسيرا .وذلك الذي وقع ؛فإنه لم يكن بعد هجرته من بين أظهرهم بعد اشتداد أذاهم له إلا سنة ونصف سنة حتى جمعهم الله وإياه ببدر على غير ميعاد فأمكنه الله منهم ونصره عليهم ،فقتل أشرافهم ،وكسر شوكتهم ،وأعادهم إلى مكة منتكسين مقهورين{[2723]} .و ( يستفزونك ) ،يعني يستخفونك ويخرجونك .وذلك من الاستفزاز وهو الإزعاج{[2724]} فقد همّ المشركون بإخراج النبي ( ص ) من مكة ولو أخرجوه لما أمهلوا .لكن الله أمره بالهجرة فخرج ؛أي أن النبي ( ص ) ما خرج بسبب إخراج المشركين إياه ؛بل خرج بأمر من الله .
قوله: ( وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا ) أي لو أخرجوك فسوف لا يمكثون بعد إخراجك إلا زمنا يسيرا .وقد كان ذلك ؛فإنهم لم يلبثوا بعد خروج النبي ( ص ) من مكة إلا مدة يسيرة ؛إذ أخرجهم الله ليلاقوا مصارعهم يوم بدر .