قوله تعالى: ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ( 103 ) الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ( 104 ) أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ( 105 ) ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا ( 106 )} .
الاستفهام للتوبيخ ؛أي هل أخبركم من هم أشد الناس خسرانا يوم القيامة ؛إنهم الذين عملوا أعمالا مصيرها الحبوط والبطلان ،فضاعت بذلك هباء منثورا ؛لقيامها على غير عقيدة صحيحة من الله ولا شريعة سليمة مرضية ومقبولة ؛بل كانوا يتشبثون بعقائد الكفر والضلال .
عقائد قامت على الافتراء والأوهام والهوى ،والكفران بخاتم النبيين وإمام المتقين والمجاهدين ،وسيد الأنبياء والمرسلين ،المتشفع وحده في الخلائق يوم الدين ،محمد ( ص ) .فكيف يستحق أن يوصف بالإيمان من كفر بدعوة الإسلام وكذب بنبوة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ؟يستوي في ذلك الكافرون جميعا من الملحدين والوثنيين والمرتدين وأهل الكتاب .أولئك الذين كفروا بالإسلام وجحدوا بنبوة سيد الأنام ،فهم لا يقيم الله أيما اعتبار أو وزن لأعمالهم وإن كانت تعدل الجبال .وإنما أساس القبول للأعمال أن تكون مشروعة منسجمة مع عقيدة التوحيد ،غير مخالفة لمنهج الله ودينه القويم الإسلام .وثمة أساس ثان لقبول الأعمال وهو أن لا يبتغي العامل بعمله غير وجه الله أو مرضاته بعيدا كل البعد عن الرياء .وأيما رياء وإن صغر ،فلا جرم أن يأتي على الأعمال كلها بالحبوط ،وإن كانت هائلة .