قوله تعالى:{إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا ( 107 ) خالدين فيها لا يبغون عنها حولا ( 108 ) قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ( 109 ) قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ( 110 )} ذلك إخبار من الله ذي الفضل والرحموت عما أعده لعباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات .وذان شرطان أساسيان يكمل أحدهما الآخر ،وهما الإيمان وفعل الصالحات ؛فالإيمان الصحيح أساس القبول ،وبه تتم الصالحات .ثم فعل الصالحات شرط ثان مكمل للإيمان .وهما باجتماعهما واتساقهما معا تتحقق الاستقامة ويرتجى القبول وحسن الجزاء في الدار الآخرة .أولئك المؤمنون الذين يعملون الصالحات جازاهم الله خير الجزاء ،وأعطاهم من عظيم الأجر ما لا تتخيله أذهان البشر .وتلك هي جنات الفردوس جعلها الله نزلا لعباده المؤمنين الصالحين والنزل بمعنى الضيافة والمستقر والفردوس لهو ذروة المراتب من درجات الجنة .وهو ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها .وفي الصحيحين ، "إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس ؛فإنه أعلى الجنة ؛وأوسط الجنة ،ومن تفجر أنهار الجنة ".