قوله:{ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا} أي قيضنا الشياطين للمشركين والعصاة فسلطناهم عليهم ليؤزوهم أزا ،والأز ،والأزيز والهز والاستفزاز بمعنى التهييج وشدة الإزعاج{[2931]} ؛أي خلينا بين الشياطين والمشركين ليغروهم ويهيجوهم على المعاصي وذلك بأنواع الوساوس وضروب الإغواء والإضلال .والمراد تعجيب رسول الله ( ص ) من أقاويل الكافرين وتماديهم في الفسق والباطل ،بعد جلاء الحق وظهور اليقين .
وكذلك يؤز الشياطين على اختلاف أسمائهم سواء فيهم شياطين الجن أو شياطين الإنس من طواغيت البشر ورؤوس الكفر فيهم –إن هؤلاء جميعا يؤزون الناس أو يغرونهم ويهيجونهم بصنع المعاصي بكل صورها وألوانها بدءا بالكفر الفاضح الصراح وما دون ذلك من مختلف الآثام والذنوب .