قوله:{أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل} أم منقطعة بمعنى بل .والكلام هنا ينطوي على توبيخ وتحذير لأمة هذا النبي الخاتم ( صلى الله عليه وسلم ) .وذلك لما أرادت قريش مضاهأة بني إسرائيل في سؤالهم لنبيهم موسى أن يريهم الله جهرة .فقد ذكر أن قريشا سألوا نبيهم محمدا ( صلى الله عليه وسلم ) أن يأتيهم بالله والملائكة قبيلا ،وسألوه كذلك أن يجعل لهم الصفا ذهبا .وهم لا يقولون ذلك إلا على سبيل التعنت واللجوج في الكفر .وليس في مثل هذه المساءلات إلا الشرود عن دعوة الحق الواضحة الجلية أو العتو والنفور من عقيدة التوحيد ،ومن يفعل ذلك فقد تبدل الكفر بالإيمان وضل سواء السبيل .وسواء السبيل أي الطريق السليم وهو طريق الله الذي دعا إليه النبيون والمرسلون{[110]} .