قوله:{بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} بلى حرف يأتي في جواب الاستفهام في النفي .وهو في مقابل ( نعم ) يأتي في جواب الاستفهام في الإيجاب{[85]} .رد على ما زعمت يهود ؛إذ تصورت أن الله معذبهم في النار أياما قلائل .فليس الأمر كما زعموا أو وهموا ،وبذلك فإن بلى تأتي ردا للنفي الذي تشبثت به يهود ؛ليكون المقصود هو الإيجاب .أي أن الله معذبهم وهم في زمرة الخالدين في النار ؛وذلك لأنهم قارفوا السيئة ،وهي الشرك كما قيل .وقيل: إنها تشمل كل وجوه المعاصي التي يسقط فيها العبد وهو ذاهل عن جلال الله ،أما الخطيئة فهي المخالفة عن أمر الله واقتراف ما يغضبه عن عمد .ولا نحسب أنها تتناول الصغائر ،وإنما تتناول الكبائر من الذنوب ،فهي محيطة بهؤلاء الضالين المضلين .