قوله: ( قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ) بكسر الميم ،وهو مصدر ملك يملك ملكا ،أي ما اخلفنا موعدك بأن ملكنا أمرنا .ولو ملكنا أمرنا لما أخلفنا موعدك ،ولكنا غلبنا من جهة السامري وكيده لنا .أو ما أخلفنا موعدك عن قدرتنا واختيارنا ( ولكن حملنا أوزارا من زينة القوم ) أي حملنا أثقالا من حلي القبط ،كانوا قد استعاروها منهم ليلة الخروج من مصر محتجين بأن لهم غدا عيدا .وقيل: هو ما أخذوه من آل فرعون لما قذفهم البحر إلى الساحل .وسموها أوزارا ؛لأنها كانت آثاما .إذ لم يحل لهم أخذها ولم تحل لهم الغنائم .
قوله: ( فقذفنها فكذلك ألقى السامري ) لما ثقل عليهم حمل هذه الحلي قذفوها في النار التي أوقدها السامري في الحفرة ؛إذ أمرهم هو بطرحها فيها .وقد قيل: إن السامري قال لهم حين استبطأوا موسى: إنما احتبس عليكم موسى بسبب ما عندكم من الحلي ،فجمعوه ودفعوه إلى السامري فرمى به في النار وصاغ لهم منه عجلا ثم ألقى عليه قبضة من أثر فرس الرسول جبريل عليه السلام فصار عجلا جسدا له خوار .وهذا قوله سبحانه: ( فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار )