قوله: ( ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها ) أي سخرنا لسليمان الريح عاصفة ،يعني شديدة الهبوب .و ( عاصفة ) منصوب على الحال .ووصفت الريح في موضع آخر بالرخاء ؛أي اللين .وذلك لأن الريح كانت تجري باختيار سليمان نظرا للوقت الذي يريد فيه سليمان أحد الوصفين وهو الهبوب العاصف ،أو اللين الطيب .وقيل: كان الرخاء في البداية ،والعصف بعد ذلك .وذلك على عادة المسافر يبدأ مبطئا ،ثم يأخذ في الإسراع .والمراد بالأرض التي بارك فيها ،بلاد الشام ،لكثرة ثمارها وخيراتها ومياهها .وقد ذكر المفسرون أنه كان لسليمان بساط من خشب يوضع عليه كل ما يحتاج إليه من أمور المملكة والخيل والجمال والخيام والجند ،ثم يأمر الريح أن تحمله وترفعه وتسير به ،وتظله الطير تقيه الحر إلى حيث يشاء من الأرض .ذلك مما سخره الله لهذا النبي الكريم ومما امتن به على بني إسرائيل من المزايا والنعم .
قوله: ( وكنا بكل شيء عالمين ) أي أن الله محيط علمه بالأشياء يجريها على ما يقتضيه علمه .