قوله:{وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ} أي ليس في مستطاعك يا محمد أن تهدي أولي الطبائع السقيمة والفطر التي أتى عليها الزيغ والخلل والاعوجاج ،فأولئك سادرون في مجاهل الضلالة والغي ،ولا يملك الإنسان كيفما كان شأنه أن يقوم اعوجاجهم فيثنيهم عن الجنوح على الباطل والعصيان .وقد شبههم بالعميان الذين لا يبصرون شيئا .فأنى للأعمى بالخلقة أن يرتد بصيرا .
قوله:{إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ} أي لا تسمع الحق والموعظة إلا المؤمنين بآيات الله الحكيم .أولئك المصدقون الموقنون الذين هدوا إلى الصواب واليقين من أولي الفطر السليمة والطبائع السوية المستقيمة التي لا عوج فيها ولا أمت ،أولئك هم المستسلمون لله الممتثلون لأمره ،الخاضعون لجلاله وسلطانه{[3463]} .