قوله:{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ} أي التمس بما أعطاك الله من خير ومال كثير الدار الآخرة وهي الجنة .وذلك هو خلق المسلم التقي الفطن ،إن كان ذا مال أو جاه أو قوة ؛فإنه يسخر كل ما أوتيه من عطاء وفضل في طاعة الله ،وفي تحصيل مرضاته ليظفر بالجنة وينجو من النار .
قوله:{وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} أي لا تترك أن تطلب حظك في الدنيا من الرزق .أو لا تترك ما أحل الله لك منها فإن فيه لك غنى وكفاية .والمراد به: طلب الحلال ،وعدم تضييع الحظ من الدنيا في التمتع بالحلال منها .وفي ذلك من الرفق بالإنسان لتحصيل ما يشتهيه بالمعروف والاعتدال ما لا يخفى .وفي جملة ذلك قال ابن عمر:"احرث لدنياك كأنك تعيش أبدا ،واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ".
قوله:{وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} أي أحسن في الدنيا بالشكر لله وجميل الطاعة لجلاله العظيم كما تفضل عليك بجزيل النعم .
قوله:{وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ} أي لا تطلب ما حرمه الله عليك من المعاصي والبغي والعدوان وكل وجوه الفساد{إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِين} الله لا يحب أهل البغي والتجبر والكبر ،الذين يشيعون في الأرض المعاصي والفتن ويسعون في الأرض فسادا{[3528]} .