قوله تعالى:{فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ ( 81 ) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}{فَخَسَفْنَا} ،من الخسف وهو الذهاب في الأرض .وخسف الله به الأرض: أي غاب به فيها: وخسفت الأرض وانخسفت: أي ساخت بما فيها{[3531]} والفاء للعليّة .والمعنى: أن الله خسف الأرض بقارون وبداره ،أي غيّبه الله وغيّب داره في الأرض ،جزاء بطره وعتوه واستكباره ؛فقد طغى قارون وبغى واغترّ اغترارا كبيرا ،وصال تيها وخيلاء لفرط غروره وافتتانه بالدنيا وزينتها .
وهذا جزاء المتكبرين العتاة الذين يسرفون في البغي والعتو والباطل ،لا جرم أن الله لهؤلاء بالمرصاد ؛فهو يملي لهم حتى إذا حان أجل الانتقام أخذهم أخذ عزيز مقتدر .
قوله:{فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ} ليس له حين خسف الله به الأرض من معين ولا مجير غير الله ،من يبذل له العون أو يدرأ عنه ما حاق به من الهلاك{وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ} أي ليست له منَعة يمتنع بها من نقمة الله .