قوله:{قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} زعم اللعين إبليس أنه أفضل من آدم ،وعلل زعمه الكاذب بأفضلية النار وهي أصله ،على الطين وهو أصل آدم ،وذلك زعم فاسد ومستهجن ليس له مستند من صحة الدليل أو سلامة المنطق إلا الاجتراء المتوقِّح الظالم ،والعُتوِّ الفظيع المغالي ؛فإنه ما من فضل لشيء من الأشياء أو أحد من الآحاد إلا بتفضيل الله له ،وإنما التفاضل بين العباد والمخاليق بنقاوة الجوهر وسلامة الطبع وصدق الفطرة وحقيقة الإذعان لله الواحد القهار .والطين والنار كلاهما من خلْق الله ومن صنعه وتقديره ،وإنْ من أحدهما إلا ويعبد الله ويسبح بحمده ،فأنى لإبليس اللعين أن يفضّل أحدهما على الآخر ؟!