قوله:{فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً} أي إن علم أو اطُّلع بعد التحليف على أن هذين الشاهدين –أو الوصيين في قول- فعلا ما يوجب إثماً من كذب أو زور أو تحريف للشهادة أو أكل للموصى به بغير حق فليشهد بدلاً منهما شاهدان آخران .
قوله:{فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا} آخران مبتدأ و{يَقُومَانِ} صفته .وخبر المبتدأ{الأَوِلَيَانِ} .أي رجلان شاهدان .مقامهما مصدر({[1102]} ) .
والمعني أن يقوم شاهدان آخران أو حالفان آخران مقام الشاهدين اللذين كذبا وفرطا وخانا فيشهدا أو يحلفا على ما هو حق .
قوله:{مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأََوْلَيَانِ} ثمة قراءتان مشهورتان لقوله:{اسْتَحَقَّ} إحداهما: القراءة بالبناء للمفعول أي بضم التاء في قول الجمهور .فيكون الأوليان مرفوعاً على أنه خبر مبتدأ محذوف .أي هما الأوليان .وقيل: بدل من ضمير يقومان .أو من{آخَرَانِ} فيكون المعنى بذلك: من الذين جُني عليهم وهم الورثة فإنهم أحق بالشهادة أو اليمين من غيرهم .والأوليان مثنى أولى .
أما القراءة الثانية فهي البناء للفاعل أي نفتح التاء .فيكون الأوليان فاعل استحق .والأوليان الأقربان للميت ،وهما الوارثان الأحقان بالشهادة أو اليمين لقربهما واطلاعهما .أما مفعول{اسْتَحَقَّ} فهو محذوف ،وتقديره: تجريدهما للشهادة ليظهرا بها كذب الكاذبين .وقيل: الوصية .وقيل: مال الورثة وتركتهم .
قوله:{فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا} يقسمان معطوف على{يَقُومَانِ} والمراد بالشهادة هنا اليمين .وهو قول ابن عباس وآخرين كثير: والمعنى: أن يحلف الآخران اللذان قاما مقام الشاهدين الآثمين .على أن يميننا أحق من يمينهما الكاذبة لما ظهر من استحقاقهما للإثم{وَمَا اعْتَدَيْنَا} أي ما تجاوزنا القول الصدق ولا الشهادة بالحق .ولئن تجاوزنا أو فرطنا في شهادتنا أو يميننا{إِنَّا إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ} أي الذين ظلموا أنفسهم وغيرهم بوضع الباطل موضع الحق فعرضوا أنفسهم لسخط الله وعذابه .