{ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا} المراد بالكثير منهم كعب بن الأشراف وأصحابه من اليهود .والمراد بالذين كفروا المشركون في مكة .فقد ذكر أن فريقا من اليهود خرجوا إلى مكة ليتفقوا مع مشركيها على محاربة الرسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين .
وقيل في تأويل الآية: إن الكثير من علمائهم وقادتهم يوالون الجبارين والطغاة ويزينون لهم أعمالهم كيما ينفذوا خططهم ويتمكنوا من تحقيق مآربهم وأهوائهم .
قوله:{لبئس ما قدمت لهم أنفسهم} أي لبئس ما قدموه من عمل ليجدوا جزاءه في الآخرة .
قوله:{أن سخط الله عليهم} الجملة هي المخصوص بالذم في محل رفع .كما تقول: بئس رجلا زيد .فزيد مخصوص بئس مرفوع .وفي رفعه وجهان .أحدهما: أن يكون مبتدأ ،وخبره بئس ومعمولها ،وثانيهما: أن يكون ( المخصوص ) خبرا لمبتدأ محذوف تقديره: هو زيد .أو هو{أن سخط الله عليهم}{[1030]} وسخط ،أي غضب .والسخط ضد الرضا وهو الغضب{[1031]} .
قوله:{وفي العذاب هم خلدون} الجملة في محل نصب على الحال .
والمعنى أن هؤلاء المنافقين المفسدين من اليهود قد غضب الله عليهم وأن جزاءهم أنهم مخلدون في النار أبد الآبدين .