قوله:{فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم} العقر ،معناه الجرح أو النحر{[1458]} والمراد هنا النحر .وعتوا ،من العتو .نقول: عتا عتوا وعتيا .أي استكبرا استكبارا وجاوز الحد فهو عات{[1459]} .والمعنى: أنهم عقروا الناقة ؛أي قتلوها سواء بالنحر أو الطعن أو القطع .قد نسب العقر إلى الجميع من أن العاقر واحد أو بعض منهم ؛لأنهم جميعا راضون بفعل الجريمة أو أنهم كانوا متمالئين على قتلها .وكذلك قد عتوا عن أمر ربهم بالاستكبار المغالي والإدبار الشنيع .
قوله:{وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين} أي جئنا يا صالح بما تعدنا من عذاب الله ونقمته إن كنت رسولا من الله حقل إلينا .فقد استعجلوا العذاب استعجالا ،وقالوا مقالتهم من التحدي اللئيم الأحمق ليكونوا جنودا طائعين للشيطان الذي زين لهم الكفر والجحود وفعل المعاصي والمنكرات ؛فغاروا سحيقا في الهلاك الملازم والعذاب المستديم بدءا بالتدمير والزلزلة في هذه الدنيا ؛ليتصل ذلك بمستقرهم في العذاب الواصب وهم يتقاحمون في جهنم يوم القيامة .