قوله:{وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين} الطائفة بمعنى الجماعة .والطائفة من الشيء ،قطعة منه .والطائفة من الناس ،الواحد فما فوقه{[1470]} .
والمراد أن قوم شعيب كانوا قسمين ،حدهما: المؤمنون الذين صدقوا شعيبا واتبعوه وهم قلة .وثانيهما: الكافرون .وهم الأكثرون .وفي الآية تهديد ظاهر للمشركين الظالمين الذين عتوا عن أمر ربهم ،ووعيد لهم بالهلاك والعذاب ،فوق ما تتضمنه الآية من تحضيض للطائفة المؤمنة على الصبر والاحتمال .وتقدير الكلام في قول شعيب لقومه هو: إن كنتم يا قوم قد اختلفتم علي فآمنت منكم طائفة وكفرت طائفة أخرى فاصبروا أيها الكفرة حتى يقضي الله بيننا وبينكم بأن ينصر الله جنده المؤمنين الصابرين وينتقم من المشركين الظالمين ؛فيأخذهم بعذاب الخزي في الدنيا .ثم يردهم في الآخرة إلى مصيرهم البئيس في الجحيم .