قوله:{قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجكم يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا} ذلك رد الكافرين المعاندين الذين لا تجدي معهم الحجج والبراهين ولا يثنيهم سطوع المنطق والدليل عن غيهم وضلالهم واستكبارهم .والأشد من ذلك أنهم لم يكتفوا بجحودهم وتكذيبهم وطغيانهم بل جاوزوا ذلك إلى فظاعة النكر والبطر وإلى بشاعة العتو والأشر ،إذ توعدوا شعيبا والذين آمنوا معه بالإخراج من البلد إلا أن يعودوا إلى ملة الكفر والإشراك بالله .فإما الإخراج والتهيج ،أو العود إلى ظلام الكفران والعصيان .وذلك هو ديدن الكافرين الظالمين في كل زمان ؛إذ يستكبرون على الحق استكبارا ،ويلجون في الضلالة والعدوان لجوجا ،فوق ما يذيقون المؤمنين من ألوان الظلم ؛من تنكيل وتخويف وتهديد وطرد وتشريد وفتنة عن دين الله ؛ليرتدا إلى ملة الظلام والفساد والكفر .
قوله:{قال أولو كنا كارهين} الهمزة للاستفهام الإنكاري .أي إنكار ما طلبوه من الإخراج أو العود في ملة الكفر .وذلك إشعار ببشاعة ما طلبوه من الإخراج عن أوطانهم بغيا وعدوانا ،إلا ما يعودوا في الكفر والضلال .والواو للحال .أي أتعيدوننا في ملتكم كارهين العود إليها أو تخرجوننا من قريتكم حال كراهيتنا الخروج منها ؟!أيقع منكم أحد هذين الأمرين حتى في حال كراهيتنا الخروج منها ؟!