وتلك هي كلمة الله للنبي في ما يريد أن يبلغه للناس ،أمّا كلمته له ،فتتعلق بالدعوة في ما تخطِّط له من خط السير ،وفي ما تواجهه من تحدّيات ،وهذا ما تمثِّله الآية:{وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ} فهذا هو نهجك ،أن تتحرك في فكرك وأسلوبك وشريعتك من خلال وحي الله ،{وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} .إن التحديات لا تهزم صاحب الرسالة ،ولا تسحق إرادة الداعية ،بل تزيده ثباتاً وتصلباً وإصراراً على المواجهة ،لأنها تستنفر طاقاته ،وبذلك يتحول الصبر إلى عنصر قوّة وتماسكٍ وثقةٍ بالمستقبل الكبير الذي وعد الله به رسله عندما جعل لكل بداية نهايةً ،ولكل مشكلة حلاً ،ولكل نصرٍ موعداً لا يخلفه .وعلى هذا الأساس ،كان الانتظار يمثل الصلابة في الموقف الذي يتحرك وهو واثقٌ بأنه سيلتقي بالنصر في الطريق ،وذلك من خلال الثقة بالله وبوعده الكبير ،وهو ما ينتظره المؤمنون الدعاة العاملون في كل زمان ومكان .وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ،وهو حسبنا ونعم الوكيل .