{وَمَلأيهِ}: جماعته .
{ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِمْ مُّوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلأيِهِ بِآيَاتِنَا} في المرحلة الصعبة التي كان يعيشها المستضعفون تحت سلطة هذا الطاغية وجماعته ،مما كان يفرض حالة إنقاذ غير عاديّة ،من أجل أن تتحرك المسيرة الإنسانية بعيداً عن الضغوط التعسفية التي تلغي إرادتها الحرّة ،وتؤخر اندفاعها نحو التقدم في مجالات الفكر والحضارة ،فكان إرسال موسى وهارون بالنبوّة من أجل تحقيق عملية الإنقاذ التي تتحرك في خط التوعية على مستوى الدعوة ،وفي خط التعبير على مستوى المواجهة ،{فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ} فلم يناقشوا فكر الدعوة من موقع الفكر ،بل واجهوه بالاستكبار الذاتي الطاغي الذي يوحي للنفس بأنها على حق دائماً مهما كانت طبيعة الطروحات ،ولذلك فإنهم يتحركون في أجواء الجريمة ،فيجرمون على مستوى الفكر وعلى مستوى الواقع وعلى مستوى العلاقات ،في ما يؤيّدون ،وفي ما يرفضون ،وذلك لإِرضاء غريزة الكبرياء عندهم التي تدفعهم لأن يجحدوا الحق ويضطهدوا أهله في عملية إذلالٍ وإخضاع .وتلك هي سيرة الطغاة والظلمة والمستكبرين الذين يعيشون الجريمة من مواقع الاستكبار .