دعوى السحر في رسالة موسى
{فَلَمَّا جَآءهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا} لم يخضعوا له ،ولم يستسلموا لآِياته وبراهينه ،بل أصرّوا على العناد والجحود ،وحاولوا أن يثيروا الضباب في وجه الرسول الذي يحمل الحق إليهم ،فأنكروا رسالته ،{قَالُواْ إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ} في الوقت الذي كانوا يعرفون فيه الفرق بين السحر الذي يمثل الوجه الخادع من الصورة ،وبين الحق الذي يجسّد العمق الدقيق في ملامحها الأصيلة ،ولكنهم كانوا يبحثون عن كلمةٍ ،أيّة كلمةٍ ،تبرّر لهم هذا الموقف أمام الناس البسطاء ،ليضلّلوهم وليحجبوا عنهم الحقيقة من خلال غشاء الضلال ،تماماً كما هم دعاة الباطل في كل زمان ومكان ،من خلال ما يثيرونه من الغبار في وجه الدعاة إلى الله من تهمٍ كاذبةٍ ،وكلماتٍ ضالّة ،وحركاتٍ مضلّلةٍ .