{قَالَ مُوسَى} مستنكراً قولهم{أَتقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَآءَكُمْ} يحمل الحجة الواضحة والبرهان القاطع{أَسِحْرٌ هَذَا} لتعطلوا حركته في الساحة ،ولتبطلوا قدسيته في النفوس بالإيحاء بمعنى السحر فيه ،ليتعامل الناس معه تعاملهم مع ألاعيب السحر وتهاويله ،من موقع الدهشة والتعجب ،لا من موقع الإيمان والاقتناع{وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ} لأنهم يخادعون الناس ،ويزيّفون لهم الصورة الحقيقيّة للأشياء ،ويتلاعبون بحياتهم كما يتلاعبون بأنظارهم ،وبذلك كان موسى يشجب السحر من خلال إعلانه عن خسارة الساحرين في قضية المصير ،ليواجه الدعاية المضادّة ،بقوّة الهجوم على الفكرة المثارة حول رسالته ،ليتعرف الناس فيه وجه النبيّ الذي يرفض السحر من ناحية المبدأ ،بعيداً عن وجه الساحر الذي يزهو بسحره ليربح تصفيق الناس ولمعان عيونهم بالدهشة والإِعجاب .