الإعراض عن التذكر إغلاق لباب الهدى
إنها الذكرى التي تفتح الروح والفكر والقلب والحياة على الله ،حتى ليُحسُّ الإنسان بأنه يلتقي بالله في كل وجه من وجوه الحياة ،وفي كل مظهر من مظاهر حركة الإنسان في الكون ،ولكن الناس لا يتذكرون ،بل يعيشون الغفلة التي يختارونها دون أن يفرضها عليهم أحد ،لأنهم يمرون بلا مبالاة ،أمام عوامل الوعي ،والانفتاح والتذكر .
{وَكَأَيِّن من آية في السَّمَوَاتِ وَالأرضِ} بما تشتمل عليه من أسرار الإبداع ،وعظمة الخلق ،وروعة القدرة ،التي تفتح فكر الإنسان وروحه ،على عظمة الله سبحانه ،وتقوده إلى الإيمان من أقرب طريق باقتحامها عليه كل حواسّه ،وكل فكره ،وحياته ،فلا يشعر إلا والإيمان قد نفذ إلى كيانه من جانب الشعور ،ومن جانب الفكر ،ومن حركة الحياة في داخله تماماً ،كما هي الروائح العطرة التي تدخل إلى مسامّ الجسد فيشعر الإنسان بها ،كما لو كانت شيئاً في الفكر ،وفي الروح والشعور ،ولكنهم{يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} فلا يتطلعون إليها بأبصارهم ولا يصغون إليها بقلوبهم ،ولا يتأملون فيها بأفكارهم وعقولهم ،وبذلك يغلقون على أنفسهم كل باب للهدى ،وكل نافذةٍ للإيمان .