{قَالُواْ يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ} ولا بأس بأن تتجاوز حرفيّة القانون نظراً للظروف الصعبة التي تحيط بهذا الأخ ،لأن له أباً شيخاً يرتبط به ارتباطاً عاطفياً قوياً فوق مستوى العادة ،بحيث يشكلّ احتجازه بالنسبة له صدمة عنيفة قد تودي بحياته .فإذا كانت المسألة تمثل لديك حالة ثأر واقتصاص ،فمن الممكن أن يتحمل أحدنا المسؤولية عنه ،لأننا نمثل مجموعةً واحدةً ،إذا أساء أحدنا فكأن الآخرين أساءوا أيضاً ،ولك على هذا الأساس أن تأخذ أيّ واحد منا ،فلا تتحمل أية مسؤولية شرعية سلبية نتيجة ذلك ،{إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} الذين يتغلب فيهم جانب الرحمة على جانب الانفعال ،فيتحركون من مواقع الإحسان إلى من حولهم ،في ما يتمثل في سلوكهم من الرأفة واللطف ،ومراعاة الظروف المحيطة بكل قضية ،بكل واقعية وبكل مرونةٍ وإخلاص .