...وبقي كبيرهم هناك ،التزاماً بعهده ،وتخلُّصاً من الموقف المحرج أمام أبيه ،وطلب منهم أن يرجعوا إلى أبيهم ،ليخبروه بتفاصيل ما حدث بالطريقة الحكيمة الحاسمة:{ارْجِعُواْ إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُواْ يا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَآ إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا} فقد شاهدنا القوم يخرجون صواع الملك من متاعه ،{وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ} عندما أعطيناك الميثاق بشكل مطلق ،فلم نكن نعرف في ظل الأجواء العاطفية التي تحجب الرؤية أنه يمكن أن يسرق .ولكنّ الواقع فاجأنا بغير ما نتوقع ،وهذا ما جعلنا نواجه الحقيقة معك ،لنتحمل مسؤوليتنا أمام هذه الحادثة التي تهزّنا وتحطّمنا ،على المستوى النفسي ،جميعاً .
وربما لا تجد لديك أيّ أساس للثقة بنا ،ونحن لسنا في صدد الدخول معك في نقاش حول ذلك ،فهو أمرٌ لا يصل بنا إلى أية نتيجة ،ولكن المسألة لم تحدث في زاوية خفية من زوايا مصر ،بل حدثت في الساحة العامة حيث تجتمع القوافل للتموين وللشراء وللانطلاق ،وحيث يلتقي أهل البلد ،والقادمون إليها ،ونحن ،ندعوك إلى سؤال الناس كلهم هناك ،والقافلة التي كنا فيها من منطقتنا ،فإذا كنت لا تثق بنا ،فهل تفقد الثقة بكل هؤلاء ؟!