الإيمان حركة شعورية وتعبدية أيضاً
{وَيَخِرُّونَ لِلأذْقَانِ يَبْكُونَ} في تعبيرٍ متحركٍ ناطقٍ عن الروح الخاضعة ،بالسجود في مظهرٍ ،وبالدمع في مظهرٍ آخر ،ليشترك الكيان كله في التعبير عن موقف الإنسان من الله في خط العبوديّة الذي يتحرك في حالةٍ تصاعديّةٍ تبعاً للحالة الروحية المتنامية ؛{وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} وتذلُّلاً على أساس أن التعبير عن المشاعر القلبية كلما ازداد إلحاحاً ،كلما ازداد تأثيراً في نموِّ الحالة النفسية ،لأن الممارسة تزيد في النمو الداخلي للروح وللضمير .
ونلاحظ ،في التأكيد على جانب التعبير عن الإيمان بالله ،بالهويّ إلى الأرض بالسجود ،وبالاندفاع في البكاء في حالةٍ نفسيةٍ من الإجهاش الروحي أمام الله ...بأن حركة الإيمان ليست مجرد حالةٍ تجريديةٍ في الذهن ،بل هي ،إلى جانب ذلك ،حركةٌ في الشعور وفي التعبير ،وزيادةٌ في تعميق الذل الإنساني في عبودية الإنسان لله ،لتكون المعرفة معنى في النفس وشعوراً في القلب وحركة في الإيمان وفي الواقع .