{نُزُلاً}: ما يهيأ للنزيل ،وهو الضيف .
{أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَن يَتَّخِذُواْ عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَآءَ} يلقون إليهم بالمودة ،ويتوجهون إليهم بالعبادة ،ويخلصون لهم بالطاعة ،ويتركون عبادتي ولا أحاسبهم على ذلك .{إِنَّآ أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً} فهو مصيرهم المحتوم الذي ينتهون إليه لينزلوا فيه أبداً من دون أن يستطيعوا الخروج منه .
العبرة من القصة
وهكذا تنتهي قصة ذي القرنين ،مع إيحاءاتها الروحية ،ولمساتها الإيمانية ،لنواجه في شخصيته صفات الإنسان المؤمن ،الذي أخذ بكل أسباب القوة ،وطاف بالبلاد طولاً وعرضاً ،ولكنه لم ينطلق بقوته ليظلم الناس ،أو ليستعلي عليهم ،أو ليفسد حياتهم ،بل انطلق من أجل مساندة الضعفاء ،وتأكيد الخط الإيماني بما يجعل الحياة في قبضة الحكم العادل الذي يجازي المسيء على إساءته ،ويثيب المحسن على إحسانه ،ويقفبعد ذلكأمام الله ليشهده على اعترافه بعبوديته له ،وبحاجته إليه ،وبشعوره بأن كل ما يفعله ويقوم به هو رحمةٌ من الله عليه .وذلك هو النموذج الأمثل الذي يريد الله أن يقدمه للإنسانية ،ليعيش الإنسان معه في عملية اهتداء واقتداء في مواجهة الذين يعيشون القوة بعيداً عن مواقع المسؤولية ،فيفسدون حياة البلاد والعباد ،ويبتعدون عن الله في كل أقوالهم وأعمالهم ،فيستحقون بذلك النار وبئس القرار .